على صوتك
Shot at 2007-07-03

الخميس، ٧ ديسمبر ٢٠٠٦

درس الحياة


كنت طفلة
أصحو من نومى على زقزقة العصافير صوت من السماء مع نسيم الصباح يأتينى عبر شرفة حجرتى الصغيرة
اول ما أفتح عليه عينى زهرة متألقة بلون ارجوانى تنام على سور الشرفة فى كل يوم تزداد تألقا
وتفتحا وبهاءا أتابعها يوم بعد يوم هى واصدقائى الذين يسكنون القفص
((عصافيرى))
أبى هل يحزنون هل يملون الحبس؟
حبيبتى لو اطلقناهم ماتوا
أجابة شافية تثلج صدرى
أحبتى هذا الكون الفسيح به هلاككم
عندى أنا طعامكم ومأواكم فهل تحبوننى مثلما احبكم ؟

أبى هل يشعرون بى هل يرتبطون بى ؟
ابى : الطير كله مشاعر أسمى المشاعر فى الطير انهم يعرفونك ويحبونك ضحكت ضحكة طفلة بنشوة وسعادة اسير منتشية فى ارجاء المنزل
ماذا اريد من هذه الدنيا لدى كل ما احب
طير يحبنى وزهرة
ولكن ذات يوم
ذبلت الزهرة فبكيت
أبى (بين دموعى اتكلم ) لما ذا تذبل الزهور وتموت ؟؟

أبى: عمرها يابنيتى فلا شىء خالد
اذن فلتأتى لى بزهرة أخرى
أبى : انتظريها حين تبذغ وتنمو بزرعتك الصغيرة
سأنتظر
وأنتظر
وأنتظر
وهاقد أتت من جديد صغيرة يافرحتى سأنتظرها تكبر
وانتظر
وانتظر
اشتم رحيقها العبق
ولكنى لا أريدها أن تموت لا أريد الانتظار من جديد
ابى لا اريد زهرتى أن تموت

أبى : حتما ستموت وتخلق زهرة أخرى من جديد
أصرخ واجرى الى حجرتى أتحدث لزهرتى
أحقا ستموتين ؟؟
الا تحبيننى مثلما احببتك
لم يسترح فكرى الصغير الا بألم أقوى
.. اليوم التالى
اذهب لشرفتى أين عصافيرى لماذا لم يستيقظوا باكرا هذا الصباح
لماذا ترقدون اين زقزقاتكم الموسيقية
استيقظوا
وصرخت
أبى
(انادى وسط الدموع)

ماتت عصافيرى
أبى : لا عليكِ هذا حال الدنيا ياابنتى
ولكن لماذا ماتوا ؟؟ لم يكبروا بعد
أبى: هذا اجلهم قضاء ربنا، قد ماتوا
ترى هل انتظر لينبت ليا القفص عصفور جديد ؟؟
لا .. لا أريد الانتظار
أبى : لا لن تنتظرين سأشترى لكى عصفورين آخرين
(بفرحة)
أذن اشتريهما لا يموتان
يقهقه أبى وهو يأخذنى بين يديه ليضمنى

لا ياصغيرتى ليس هناك عصافيرا لا تموت ان اردتها لا تموت فستكون جمادا تمثالا لا يتحرك ولا يزقزق
وايضا الزهور لن تشتمى فيها هذا الرحيق الرقيق
هذه هى الحياة وعليكى ان تتقبلينها كما هى
نمت على ذراع ابى لم اقتنع بالفكرة وقتها ولكنى سعدت بالعصفورين والزهرة الجديدة
وفى كل مرة يموتون فيها ابكى ويواسينى أبى
أجل ابى الآن تفهمت الحقيقة
ولم اعد أربّ عصافيرا ويكفى ان اراها طليقة بالافق
حتى الزهور تملاء الدنيا رحيقا وعبير اشتمها كما يشتمها كل العابرين
فقد تعلمت الدرس

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

رائع ياأميرة ويلز
اولا اشكرك على تعليق المهذب الرائع
على قصيدتي اليتيمة في المدونة
ثانيا اطلعت على مدونتك لشهر يوليو واكثر من رائع واتمنى انت نتواصل وانشر لك بعضاعمالكالإبداعية لانها تناسب مجلتي
عماد محفوظ - نافذة
اسف اني مدخلتش بالبلوجر تبعي لاني نسيت اسم الدخول والباس وورد
اميلي:
emadmahfoz@hotmail.com